من قلب العاصمة الروحية للمملكة، تنطلق من فاس النسخة السادسة والعشرون من رالي المغرب 2025، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، في حدثٍ رياضي عالمي يجمع بين السرعة، والإثارة، وروح التحدي، ويستمر إلى غاية 17 أكتوبر الجاري.
ويُعد رالي المغرب المحطة الختامية لبطولتي العالم للراليات الصحراوية “FIA-FIM” للسيارات والدراجات النارية، كما يمثل منصة تأهيل للأبطال المغاربة نحو المنافسات الدولية في رياضة الرالي-رايد.
وقد انطلقت التحضيرات منذ التاسع من أكتوبر بفضاء المساعدة التقنية بالملعب الكبير لفاس، حيث سجلت هذه الدورة مشاركة 236 مركبة ستجتاز مسافة إجمالية تبلغ 2299 كيلومترًا، منها 1478 كيلومترًا مخصصة للمراحل الخاصة بالسباق، الذي يمر عبر ثلاث جهات هي: فاس-مكناس، الشرق، ودرعة تافيلالت.
وشهدت ساحة باب المكينة مساء العاشر من أكتوبر حفل تقديم السائقين والملاحين، وسط حضور جماهيري لافت وأجواء احتفالية أعادت لفاس بريقها كعاصمة للرياضات الميكانيكية. كما احتضن فندق ماريوت المركز الإداري للرالي لإجراء الفحوص التقنية والتنظيمية قبل الانطلاق الرسمي.
وتعرف دورة 2025 مشاركة ألمع نجوم الرالي العالمي، من بينهم القطري ناصر العطية سائق فريق “داسيا” وحامل اللقب العالمي ثلاث مرات، والسعودي يزيد الراجحي المتوج برالي داكار 2025، إلى جانب الأسطورتين كارلوس ساينز وسيباستيان لوب، ما يجعل من السباق حدثًا رياضيًا بمواصفات عالمية.
وسينطلق المتنافسون فجر الاثنين 13 أكتوبر من فاس في اتجاه الجهة الشرقية مرورًا بهضبة الركام، ثم صوب درعة تافيلالت وصولًا إلى أرفود، التي تستضيف المخيم الرئيسي للرالي تزامنًا مع موسم جني التمور، في حدثٍ يجمع بين الرياضة والتنمية المحلية، حيث يُنتظر أن تُنعش القافلة الرياضية النشاط الاقتصادي والسياحي بالمنطقة.
وفي الجانب البيئي، يعتمد الرالي هذا العام مقاربة صديقة للبيئة تشمل معالجة المياه المستعملة وتدوير النفايات وإعادة استعمال الإطارات، فيما خُصصت 80 في المئة من ميزانيته لشركات مغربية، بمشاركة نحو 700 إطار وتقني محلي.
ويحظى الحدث بتغطية إعلامية دولية واسعة، إذ يُبث عبر 120 قناة تلفزيونية في 190 دولة، ويصل إلى أكثر من 13 مليون مشاهد حول العالم، إضافة إلى حضور قوي على المنصات الرقمية بأكثر من أربعة ملايين متابع.
أما المشاركة المغربية، فتضم ستة متسابقين بارزين من مختلف الفئات، منهم أشرف الزولاتي في فئة الدراجات، وفردوس الفناني في فئة سيارات SSV إلى جانب الفرنسي بينوا ديلماس، إضافة إلى أسماء أخرى مثل عمر بويزول، عمر بن حيّون، والثنائي علي أوباسيدي وحنان العمراوي حاملَي اللقب في فئة Open.
وفي بادرة إنسانية، تنظم إدارة الرالي يوم 15 أكتوبر بأرفود مبادرة اجتماعية تشمل توزيع حواسيب على مؤسسة تعليمية وإنشاء قاعة للإعلاميات، إضافة إلى دعم المستشفى المحلي بالأدوية والمستلزمات الطبية، في تجسيدٍ لالتزام الرالي ببعده التضامني.
وقال مدير الرالي مارك كوما، بطل العالم السابق في فئة الدراجات النارية، إن “المغرب يشكل نقطة التقاء لعشاق الرالي من مختلف القارات، بما يزخر به من تنوع طبيعي وثقافي فريد”، مضيفًا أن “العلاقة بين المغرب وراليه علاقة شغفٍ متجددٍ بالمغامرة والتحدي”.
بهذا المشهد الرياضي المثير، تواصل فاس تعزيز مكانتها كمنصةٍ لانطلاق كبرى الأحداث العالمية، فيما يؤكد رالي المغرب من جديد ريادة المملكة في احتضان التظاهرات الدولية التي تمزج بين الرياضة، والتنمية، والانفتاح على المغرب العميق.