الصورة نقلا عن موقع “GOAL”
رغم أن تأهل منتخب إنجلترا إلى كأس العالم 2026 جاء متوقعًا، فإن الطريقة التي تحقق بها هذا الإنجاز أثارت تساؤلات واسعة حول مستقبل التشكيلة الأساسية بقيادة المدرب “جاريث ساوثجيت”. فالفريق الذي اعتاد الاعتماد على أسماء لامعة في الدوري الإنجليزي الممتاز، حقق نتائج ساحقة في غياب معظم نجومه الأساسيين، ليجد المدرب نفسه أمام معضلة فنية غير مسبوقة.
تأهل مقنع في غياب الكبار
حقق منتخب إنجلترا انتصارين متتاليين بنتيجة (5-0) على كل من صربيا ولاتفيا، ليضمن تأهله المبكر إلى مونديال 2026 دون أي عناء.
لكن اللافت أن هذه الانتصارات جاءت دون مشاركة عدد من أعمدة الفريق الأساسية، مثل جود بيلينغهام، فيل فودين، كول بالمر، وترينت ألكسندر أرنولد.
ورغم تلك الغيابات، بدا المنتخب أكثر توازنًا وانسجامًا، ما فتح الباب أمام نقاش واسع حول ما إذا كان “الأسود الثلاثة” قد وجدوا التوليفة المثالية أخيرًا، ولكن من دون نجومهم الكبار.
وجوه جديدة تخطف الأضواء
في ظل غياب الأسماء التقليدية، استغل عدد من اللاعبين الشبان الفرصة لإثبات جدارتهم.
صحيفة “ديلي ميل” أشادت بأداء إليوت أندرسون، لاعب نوتنغهام فورست، الذي قدّم أداءً متزنًا في خط الوسط، وأضاف ديناميكية وتوازنًا افتقدها المنتخب في بعض المباريات السابقة.
في المقابل، ذكرت صحيفة “تليغراف” أن مورغان روجرز، لاعب أستون فيلا، قدّم عروضًا قوية جعلته منافسًا حقيقيًا على المراكز الهجومية، حتى أمام أسماء لامعة مثل بالمر وبيلينغهام.
هذه المستويات المبهرة دفعت بعض المحللين إلى القول إن المنتخب الإنجليزي بات أكثر جماعية وانضباطًا تكتيكيًا بغياب بعض نجومه، وهو تحول مهم في طريقة أداء الفريق تحت قيادة ساوثجيت.
معضلة ساوثجيت: الولاء للنجوم أم مكافأة المستحقين؟
تقرير منصة “The Athletic” وصف الوضع الحالي بأنه “اختبار نضج” للمدرب “جاريث ساوثجيت”، الذي سيواجه قرارًا مصيريًا قبل إعلان قائمة المونديال: هل يعود للاعتماد على النجوم الكبار الذين منحوه الثقة لسنوات؟ أم يُكافئ الوجوه الجديدة التي أثبتت نفسها بالأداء والنتائج؟
فالتألق الجماعي الأخير لا يمكن تجاهله، خصوصًا مع الأريحية الكبيرة التي أظهرها الفريق في التحولات الهجومية والتنظيم الدفاعي، مما أثبت أن الأسماء ليست كل شيء، وأن الأداء الجماعي قد يكون أكثر فاعلية في البطولات الكبرى.
الأسود الثلاثة أمام تحدي “الهوية الجديدة”
منذ توليه المهمة في عام 2016، حرص “ساوثجيت” على بناء هوية فنية تعتمد على الاستحواذ والمرونة التكتيكية، لكن الانتقادات لاحقته بسبب الإفراط في الاعتماد على نجوم الدوري الإنجليزي دون منح الفرص الكافية للمواهب الصاعدة.
المرحلة الحالية قد تجبره على إعادة صياغة فلسفته، خاصة أن الأداء الجماعي الأخير أظهر أن إنجلترا تمتلك قاعدة واسعة من اللاعبين القادرين على تقديم كرة قدم حديثة وسريعة دون الاعتماد على الأسماء الرنانة.
تحدٍ قادم برؤية جديدة
المعطيات الحالية تشير إلى أن ساوثجيت أمام خيارين:
إما الاستمرار بالنهج التقليدي القائم على نجوم الصف الأول، أو التحول إلى نموذج أكثر توازنًا يمنح الفرصة للمواهب الصاعدة التي أثبتت نفسها ميدانيًا.
وفي كلتا الحالتين، فإن إنجلترا تبدو في طريقها إلى المونديال بثقة كبيرة، لكنها قد تُطل هناك بـ”وجه جديد” مختلف عن كل النسخ السابقة.
النتائج المبهرة التي حققها منتخب إنجلترا دون نجومه الكبار فتحت أمام “ساوثجيت” بابًا من الخيارات الصعبة. فبين الولاء للتاريخ ومكافأة الحاضر، يقف المدرب أمام واحدة من أهم محطات مسيرته مع “الأسود الثلاثة”.
ويبقى السؤال: هل سيجرؤ “ساوثجيت” على كسر التقاليد واختيار التشكيلة الأكثر انسجامًا لا الأبرز أسماء؟
الإجابة ستظهر مع اقتراب مونديال 2026، لكن المؤكد أن منتخب إنجلترا اليوم أقوى جماعيًا من أي وقت مضى.