صنع المنتخب الوطني المغربي إنجازاً غير مسبوق في تاريخ كرة القدم العالمية، بعدما تمكن مساء الثلاثاء من تحقيق فوزه السادس عشر على التوالي، متجاوزاً كل الأرقام القياسية السابقة، عقب انتصاره على منتخب الكونغو بهدف دون رد في مباراة أقيمت على أرضية المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، ضمن تصفيات كأس العالم 2026.
وسجل يوسف النصيري، مهاجم نادي فنربخشة التركي، هدف المباراة الوحيد في الدقيقة الـ60، مؤكداً مرة أخرى قيمته كواحد من أبرز الهدافين في صفوف “أسود الأطلس”، في لقاء دخل إليه المنتخب المغربي بأريحية كبيرة بعدما ضمن تأهله إلى نهائيات المونديال مبكراً إثر فوزه الكاسح على النيجر بخماسية نظيفة قبل عشرة أيام.
وعقب صافرة النهاية، نشر الحساب الرسمي للمنتخب المغربي على منصة “إكس” تدوينة جاء فيها:
“رقم قياسي تاريخي.. منتخبنا الوطني يحقق إنجازًا غير مسبوق بـ16 انتصارًا متتاليًا”.
بهذا الإنجاز، يدخل المنتخب المغربي سجل الأرقام العالمية من بابه الواسع، إذ تجاوز الرقم القياسي السابق الذي كان بحوزة المنتخب الإسباني (15 انتصاراً بين 2008 و2009)، كما تخطى أيضاً سلسلة الانتصارات التي حققها المنتخب الفرنسي بين مارس 2003 وفبراير 2004.
منذ انطلاقة هذه السلسلة المذهلة في السابع من يونيو 2024، حافظ أبناء المدرب وليد الركراكي على ثباتهم وفاعليتهم، مقدّمين أداءً راقياً جمع بين الانضباط التكتيكي والنجاعة الهجومية، ما جعل “أسود الأطلس” يرسخون مكانتهم كقوة كروية عالمية لا يمكن تجاهلها.
ويأتي هذا الرقم القياسي ليعزز المسار التصاعدي للكرة المغربية منذ الملحمة التاريخية في مونديال قطر 2022، حين أصبح المنتخب الوطني أول فريق إفريقي وعربي يبلغ نصف نهائي كأس العالم، وهو إنجاز غيّر نظرة العالم إلى كرة القدم المغربية والإفريقية ككل.
المنتخب المغربي، الذي بات أول المتأهلين من القارة السمراء إلى كأس العالم المقبلة المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، يواصل تأكيد حضوره القوي على الساحة الدولية، في وقت تعيش فيه الجماهير المغربية لحظات فخر استثنائية بما يحققه جيل الركراكي من أرقام وإنجازات تُسطّر بأحرف من ذهب.