تترقب القارة الإفريقية الشهر المقبل إقامة الملحق القاري لتصفيات كأس العالم 2026، والذي سيمنح أربعة منتخبات من العيار الثقيل فرصة أخيرة لإنعاش آمالها في بلوغ النهائيات العالمية. وستحتضن المغرب منافسات الملحق بمشاركة كل من الكاميرون، ونيجيريا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، والغابون.
نظام الملحق ومعايير التأهل
بعد أن حسمت تسعة منتخبات تأهلها المباشر باحتلال صدارة مجموعاتها، أُتيحت فرصة ثانية لأفضل أربعة منتخبات احتلت المركز الثاني في المجموعات التسع.
وتقوم آلية الاختيار على حذف نتائج أصحاب المركز الثاني أمام متذيلي الترتيب في المجموعات التي تضم ستة فرق، لضمان العدالة بين المجموعات ذات الخمسة والستة منتخبات.
وبناءً على التصنيف الدولي للمنتخبات، سيُحدد ترتيب المواجهات في الملحق:
المنتخب الأعلى تصنيفًا يواجه الأقل، فيما يلتقي الثاني مع الثالث في نصف النهائي.
ومن المنتظر أن تُقام مباريات نصف النهائي يوم 13 نوفمبر المقبل، على أن تُلعب المباراة النهائية الحاسمة في 16 نوفمبر 2025. الفائز بالملحق القاري سيشارك في الملحق العالمي في مارس 2026، والذي سيحدد آخر بطاقتين مؤهلتين إلى كأس العالم.
مواجهات مرتقبة وأرقام التصنيف
استنادًا إلى تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الصادر في سبتمبر الماضي، تبدو المواجهات المتوقعة على النحو التالي:
نيجيريا (المركز 45 عالميًا) ضد الغابون (79)، الكاميرون (52) ضد جمهورية الكونغو الديمقراطية (60).
ومن المرجح ألّا يطرأ تغيير كبير على ترتيب المنتخبات في التصنيف المقبل الصادر في 23 أكتوبر، ما يجعل هذه المواجهات شبه مؤكدة.
تحليل حظوظ المنتخبات
نيجيريا – النسور تبحث عن التحليق من جديد
تُعد نيجيريا المرشح الأقوى للظفر ببطاقة التأهل، بفضل ما تمتلكه من عناصر هجومية بارزة، على رأسها المهاجم فيكتور أوسيمين الذي قاد الفريق لانتصار ساحق على بنين بنتيجة (4-0) في الجولة الأخيرة من التصفيات.
ورغم بدايتها المتذبذبة في التصفيات، أنهت نيجيريا مشوارها بقوة وأثبتت أنها تملك الخبرة والشخصية المطلوبة في المواعيد الكبرى.
الكاميرون – التاريخ لا يكفي
المنتخب الكاميروني، صاحب ثماني مشاركات سابقة في كأس العالم، يدخل الملحق مثقلًا بالضغوط. فالفريق يعاني من تراجع في الأداء وانقسام داخلي بين المدرب مارك بريس ورئيس الاتحاد صامويل إيتو، وهو ما قد يؤثر على الانسجام داخل المجموعة.
ورغم ذلك، يبقى “الأسود غير المروّضة” قادرين على قلب الموازين متى ما استعادوا روح المنافسة التي اشتهروا بها.
جمهورية الكونغو الديمقراطية – حلم العودة بعد نصف قرن
تسعى الكونغو الديمقراطية للعودة إلى المونديال للمرة الأولى منذ عام 1974 عندما شاركت باسم “زائير”.
الفريق أظهر قوة كبيرة في التصفيات وكان قريبًا من صدارة مجموعته، قبل أن يخطف السنغال الصدارة بفوز مثير (3-2) في كينشاسا.
ويمتاز المنتخب الكونغولي بالروح القتالية والتنظيم الدفاعي الجيد، ما يجعله خصمًا صعبًا في المباريات الإقصائية.
الغابون – الطموح بلا ضغوط
رغم تصنيفها الأدنى بين المنتخبات الأربعة، فإن الغابون أثبتت حضورها ضمن الكبار بفضل نتائج مستقرة وأداء متوازن.
ويدخل “الفهود” الملحق دون ضغوط كبيرة، ما قد يمنحهم حرية أكبر في اللعب ويجعلهم خصمًا غير متوقع.
الملحق الإفريقي.. رهان الحسم في 90 دقيقة
تتميز مباريات الملحق بطابع خاص، فهي مباريات حياة أو موت لا تقبل التعويض. الفوز يعني الاستمرار في الحلم العالمي، والخسارة تعني نهاية الطريق.
ولهذا ستلعب الخبرة والهدوء التكتيكي دورًا كبيرًا في ترجيح كفة المنتصر، خاصة أن المواجهات تُقام في فترة مزدحمة بالمباريات المحلية والأوروبية، ما يزيد من احتمالية الإرهاق والإصابات بين اللاعبين المحترفين.
المغرب على موعد مع الإثارة
اختيار المغرب لاستضافة الملحق يعكس ثقة الاتحاد الإفريقي في قدراته التنظيمية العالية.
وستكون البطولة بمثابة عرض كروي مثير يجمع خبرات القارة الإفريقية وطموحاتها، بينما يترقب الجمهور من سيحمل راية إفريقيا في الملحق العالمي، على أمل تحقيق مشاركة جديدة مشرفة في كأس العالم 2026.