قبل أيام قليلة من الموعد المنتظر في “كلاسيكو الأرض” أمام برشلونة، تلقى ريال مدريد دفعة قوية أعادت الأمل إلى صفوفه، بعدما بات الثنائي داني كارفاخال وترينت ألكسندر أرنولد قريبين جدًا من استعادة جاهزيتهما الكاملة للمشاركة في المواجهة المرتقبة يوم 26 أكتوبر على ملعب سانتياجو برنابيو، ضمن الجولة العاشرة من الدوري الإسباني.
عودة مرتقبة تعزز قوة الميرينجي
ووفقًا لتقارير “سكاي سبورتس” التي نقلها الصحفي الموثوق فابريزيو رومانو، فإن كلا اللاعبين شاركا في التدريبات الفردية على ملعب فالديبيباس يوم الأربعاء، في خطوة مهمة تشير إلى قرب اندماجهما في المران الجماعي.
كارفاخال، الذي غاب عن الفريق منذ ديربي العاصمة أمام أتلتيكو مدريد بسبب إصابة عضلية، أظهر تحسنًا واضحًا وبدأ في لمس الكرة من جديد، وهي المرحلة الأخيرة عادةً قبل العودة الرسمية إلى اللعب.
أما أرنولد، المنضم حديثًا إلى ريال مدريد في صفقة لاقت صدى عالميًا هذا الصيف، فقد قطع شوطًا كبيرًا في برنامجه العلاجي بعد الإصابة التي لحقت به منتصف سبتمبر أمام مارسيليا في دوري الأبطال، ليصبح حلم المشاركة في أول كلاسيكو بقميص الميرينجي أقرب من أي وقت مضى.
أرنولد وكارفاخال.. ورقة رابحة في التوقيت الحساس
يعاني ريال مدريد منذ أسابيع من أزمة حقيقية في مركز الظهير الأيمن، حيث اضطر المدرب تشابي ألونسو إلى تجريب حلول مؤقتة عبر الدفع بفالفيردي أو أسينسيو لتغطية هذا المركز، ما أثر على التوازن الدفاعي للفريق.
لذلك، فإن عودة أحد الثنائي — أو كليهما — قبل الكلاسيكو ستكون بمثابة “الخبر السعيد” الذي ينتظره الجهاز الفني والجماهير على حد سواء.
ألونسو يدرك أن مواجهة برشلونة تمثل أكثر من مجرد مباراة في جدول الدوري، فهي معركة رمزية لها أثر نفسي ومعنوي كبير، خاصة وأن الفوز في البرنابيو سيكون رسالة قوية من الميرينجي مفادها أن زعامة الليجا لا تزال بيضاء.
فلسفة ألونسو: لا مجازفة على حساب الصحة
ورغم التفاؤل الكبير داخل أروقة النادي، فإن تشابي ألونسو ما زال متحفظًا في قراراته، متمسكًا بمبدئه المعروف “سلامة اللاعب قبل أي شيء”.
المدرب الإسباني الشاب لا يرغب في المخاطرة بإشراك أي لاعب لم يستعد جاهزيته بنسبة 100%، خصوصًا في ظل الجدول المزدحم خلال شهري أكتوبر ونوفمبر.
ومن المنتظر أن يخضع كارفاخال وأرنولد لاختبارات بدنية مكثفة خلال الأيام المقبلة، قبل اتخاذ القرار النهائي بشأن مشاركتهما أمام برشلونة، بينما يعيش اللاعبان سباقًا مع الزمن لاستعادة اللياقة الكاملة في الوقت المناسب.
برشلونة في أزمة قبل القمة
وعلى الجانب الآخر، يعيش برشلونة وضعًا مغايرًا تمامًا، إذ تضرب الإصابات صفوفه في وقت حساس من الموسم.
الفريق الكتالوني يفتقد عددًا من أعمدته الأساسية، أبرزهم الحارس مارك أندريه تير شتيجن، وبابلو جافي، ورافينيا، وفيرمين لوبيز، بينما تبقى مشاركة لامين يامال محل شك رغم تحسنه الأخير.
هذه الغيابات جعلت المدرب هانز فليك أمام معضلة حقيقية في اختيار تشكيلته، خاصة وأن المباراة أمام ريال مدريد قد تحدد ملامح المنافسة على الصدارة مبكرًا، إذ يفصل الفريقين حاليًا فارق نقطتين فقط في جدول الليجا.
كلاسيكو بنكهة مختلفة
مع اقتراب الموعد، تتزايد الأجواء المشحونة بين المعسكرين، فريال مدريد يدخل اللقاء متصدرًا برصيد 21 نقطة من 8 مباريات، بينما يلاحقه برشلونة بـ19 نقطة.
وبينما يعوّل الميرينجي على عودة عناصره الدفاعية لاستعادة التوازن، يحاول فليك ترميم صفوف فريقه المثقلة بالإصابات قبل التوجه إلى العاصمة الإسبانية.
سباق مع الزمن قبل ليلة البرنابيو
في مدريد، يواصل كارفاخال وأرنولد العمل ليلًا ونهارًا من أجل اللحاق بالكلاسيكو، وسط دعم جماهيري هائل يترقب ظهورهما في ليلة ستكون بمثابة اختبار شخصي لكل منهما، ورسالة جماعية لريال مدريد في سعيه نحو تأكيد هيمنته على الكرة الإسبانية.