يواصل المدير الفني لمنتخب تونس سامي الطرابلسي وضع اللمسات الأخيرة على قائمة اللاعبين الذين سيشاركون في النسخة الثانية من بطولة كأس العرب لكرة القدم (قطر 2025)، والمقررة إقامتها خلال الفترة من 1 إلى 18 ديسمبر/كانون الأول المقبل، في وقت يسعى فيه “نسور قرطاج” للمنافسة بقوة على اللقب بعد حضور مميز في النسخة السابقة.
الاعتماد على المحليين في ظل غياب الأوروبيين
تأتي هذه البطولة في توقيت يتزامن مع التزامات الأندية الأوروبية، ما يجعل مشاركة أغلب المحترفين في القارة العجوز أمراً صعباً. ولذلك، قرر الطرابلسي الاعتماد على العناصر المحلية في الدوري التونسي، مع الاستعانة بعدد من المحترفين في الدوريات العربية والبطولات التي ستتوقف مبكراً في الشتاء.
وسيكون على رأس القائمة عدد من حراس المرمى الدوليين، أبرزهم أيمن دحمان وبشير بن سعيد ونور الدين الفرحاتي وصبري بن حسن، إلى جانب نجوم الخبرة في الدوري المحلي الذين يشكلون نواة المنتخب الأول.
الركائز المحلية.. خبرة مرياح وعودة شواط
من المنتظر أن يتقدم المدافع ياسين مرياح قائمة اللاعبين المحليين، ليقود الخط الخلفي بجانب محمد أمين بن حميدة، ظهير الترجي الرياضي، الذي يُتوقع أن يكون أحد أبرز أسلحة المنتخب في الجهة اليسرى، خصوصاً في ظل غياب الثنائي المحترف علي العابدي (نيس الفرنسي) ومرتضى بن وناس (قاسم باشا التركي).
أما المكسب الأبرز للمنتخب، فيتمثل في عودة الهداف فراس شواط، نجم النادي الإفريقي، الذي يُعد من أكثر المهاجمين جاهزية في الوقت الحالي، ومن المتوقع أن يشكل الورقة الهجومية الأساسية في كأس العرب.
قائمة موسعة من نجوم الدوري التونسي
تضم قائمة الطرابلسي الأولية مجموعة واسعة من اللاعبين المتألقين في الدوري المحلي، على غرار حسام تقا (الترجي)، وراقي العواني وريان عنان (النجم الساحلي)، ومحمد الصادق محمود (النادي الإفريقي)، إضافة إلى أسماء أخرى من أندية الملعب التونسي، الاتحاد المنستيري، والنادي الصفاقسي.
ورغم رغبة المدرب في منح الفرصة لعدد من الوجوه الجديدة، إلا أن الأولوية، بحسب مصادر مقربة من الجهاز الفني، ستكون للعناصر ذات الخبرة الدولية السابقة لضمان التوازن والتجانس خلال البطولة.
المحترفون في الدوريات العربية ضمن الحسابات
على صعيد آخر، يولي الطرابلسي اهتماماً خاصاً بالمحترفين في الدوريات العربية، الذين سيكون بمقدورهم الانضمام دون عوائق، في مقدمتهم فرجاني ساسي، عيسى العيدوني، ونعيم السليتي، إلى جانب محمد علي بن رمضان (الأهلي المصري) وفراس بالعربي (الشارقة الإماراتي).
هذه الأسماء تمثل القوام الفني الأساسي الذي سيمنح المنتخب خبرة إضافية في البطولة المنتظرة.
زياد الجزيري في مهمة خاصة بأوروبا
وفي إطار التحضير، كلف الاتحاد التونسي مديره الرياضي زياد الجزيري بالسفر إلى عدد من الدول الأوروبية خلال الأيام المقبلة، من أجل التفاوض مع الأندية لتحرير بعض اللاعبين التونسيين خلال فترة إقامة البطولة.
ويركز الجزيري على الدوريات التي تشهد توقفًا مبكرًا في عطلة الشتاء، مثل الدوري الروسي والسويدي والبلغاري، بهدف ضم أسماء واعدة مثل:
نادر الغندري وحازم المستوري (الدوري الروسي)،
معتز النفاتي (نوركوبينغ السويدي)،
فرات سلطاني (بلغاريا)،
ريان اللومي (فانكوفر الكندي – منتخب تونس الأولمبي).
مواهب جديدة من فرنسا والنمسا
وفي سياق متصل، يجري الجزيري مفاوضات متقدمة مع عدد من الأندية الفرنسية والنمساوية، لاستدعاء مجموعة من المواهب الشابة التي تحمل الجنسية التونسية، مثل أنس دوبال (أولمبيك مرسيليا)، ونسيم الدنداني (موناكو)، وإلياس غرولر (رابيد فيينا).
ويُتوقع أن تكون هذه العناصر رهان الطرابلسي للمستقبل، سواء في كأس العرب أو ضمن مشروع تجديد دماء المنتخب الأول.
الهدف: إعداد منتخب قوي لكأس العرب
تؤكد كل المؤشرات أن المنتخب التونسي يدخل كأس العرب 2025 بخطة مدروسة، تجمع بين الواقعية الفنية والرهان على المحليين، مع محاولة تدعيم الصفوف بعدد محدود من المحترفين القادرين على صنع الفارق.
ويرى مراقبون أن هذه البطولة ستكون فرصة مثالية لسامي الطرابلسي لإعادة بناء جيل جديد من “نسور قرطاج”، وتحضير الفريق للمنافسات القارية المقبلة، خصوصاً تصفيات كأس أمم إفريقيا وكأس العالم 2026.