يعيش المهاجم الإنجليزي “ماركوس راشفورد” مرحلة جديدة في مسيرته الكروية، بعدما أشار إلى أن فترات التذبذب التي عرفها نادي “مانشستر يونايتد” خلال السنوات الأخيرة كانت من أبرز العوامل التي أثّرت على استقراره الفني والنفسي. ويبدو أن اللاعب، الذي انتقل إلى “برشلونة الإسباني” خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية، وجد في التجربة الإسبانية فرصة لإعادة اكتشاف نفسه في بيئة أكثر اتزانًا وتنظيمًا.
منذ صعوده إلى الفريق الأول ليونايتد في سن مبكرة، عايش راشفورد مراحل متقلبة على المستويين الفني والإداري، حيث مرّ بعدة مدربين وتوجهات مختلفة داخل النادي، ما انعكس على أدائه الذي عرف فترات من الصعود والهبوط. وقد أثارت تلك التغييرات المتكررة تساؤلات حول غياب الاستقرار داخل الفريق، الذي يظل من أكبر الأندية في العالم من حيث التاريخ والقاعدة الجماهيرية، لكنه يعاني في السنوات الأخيرة من تذبذب النتائج وتعدد الرؤى الفنية.
رحيل “راشفورد” نحو برشلونة مثّل محطة جديدة في مسيرته، إذ تمكن من استعادة جزء من مستواه المعهود، مقدماً أداءً لافتاً جعله من أبرز الأسماء في بداية الموسم الحالي مع النادي الكتالوني. ويُنظر إلى هذه التجربة باعتبارها نقطة تحول مهمة في مسيرة اللاعب، الذي يسعى إلى استعادة بريقه ومكانته ضمن صفوف المنتخب الإنجليزي، خاصة مع اقتراب نهائيات كأس العالم المقبلة في أميركا الشمالية.
وتكشف تجربة راشفورد عن جانب خفي من معاناة بعض نجوم الكرة الإنجليزية في ظل الضغوط والتغييرات المستمرة داخل الأندية الكبرى، حيث يصبح من الصعب الحفاظ على الانسجام الفني والنفسي في بيئة لا تعرف الاستقرار. ويعكس ذلك الحاجة الملحّة لدى مانشستر يونايتد لإعادة بناء مشروع طويل الأمد، يقوم على وضوح الرؤية واستمرارية العمل، بما يتيح للاعبين التطور في مناخ ثابت ومثمر.
في المقابل، يواصل برشلونة الاستفادة من حماس اللاعب الإنجليزي ورغبته في إثبات الذات، ضمن منظومة أكثر انسجاماً يقودها المدرب الألماني “هانز فليك”، الذي أعاد للفريق روح المبادرة والانضباط التكتيكي. ومع مرور الجولات، تبدو العلاقة بين راشفورد والنادي الكتالوني في طريقها إلى التطور، ما يفتح الباب أمام إمكانية تحويل الإعارة إلى عقد دائم، إذا واصل اللاعب مستوياته المميزة.
بهذا، تتحول قصة راشفورد إلى نموذج حيّ للاعب الذي يسعى إلى التوازن بعد سنوات من التوتر المهني، في وقت يدرك فيه أن الموهبة وحدها لا تكفي دون بيئة مستقرة تضمن الاستمرارية والتطور.