بعد أسابيع من التكهنات حول عودة محتملة إلى توتنهام هوتسبير، خرج النجم الإنجليزي هاري كين عن صمته ليضع النقاط على الحروف، مؤكدًا أنه سعيد بتجربته في بايرن ميونخ ولا يفكر حاليًا في مغادرة النادي الألماني.
تصريحات كين جاءت ردًا على التقارير المتداولة في الصحف البريطانية التي تحدثت عن رغبة توتنهام في استعادته الصيف المقبل، في ظل وجود بند “إعادة شراء” يُشاع أنه سيُفعّل في عام 2026.
كين في قمة عطائه مع بايرن ميونخ
منذ انتقاله إلى بايرن في صيف 2023، يقدم كين أداءً مذهلًا جعله أحد أبرز هدافي أوروبا هذا الموسم.
فقد سجل 21 هدفًا في جميع المسابقات حتى الآن، بمعدل تهديفي يقارن بما حققه ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو في أوج تألقهما.
وبمتوسط مساهمة هدف أو تمريرة حاسمة كل 39 دقيقة، يبدو القائد الإنجليزي في أفضل حالاته البدنية والفنية منذ بداية مسيرته.
كين البالغ من العمر 32 عامًا يقود حاليًا مشروعًا ناجحًا في بايرن، حيث يسعى مع النادي لتحقيق جميع البطولات الممكنة، وعلى رأسها دوري أبطال أوروبا، البطولة التي طالما حلم بالمنافسة على لقبها.
بين الحنين والواقعية
رغم حبه العميق لتوتنهام، النادي الذي نشأ فيه وتدرج في صفوفه حتى أصبح هدافه التاريخي، أكد كين أن عودته ليست مطروحة في الوقت الراهن.
وقال في حديثه لصحيفة ديلي ميل:
“أنا سعيد جدًا هنا في ميونخ، هذا ليس شيئًا أفكر فيه حاليًا. سيظل توتنهام دائمًا جزءًا من حياتي، أنا من مشجعيهم وسأتابعهم دائمًا. لكن في الوقت الحالي، أستمتع بوقتي هنا وأركز على النجاح مع بايرن.”
هذه الكلمات تعكس مزيجًا من الوفاء والواقعية، إذ لا يخفي كين ارتباطه العاطفي بنادي طفولته، لكنه يدرك في الوقت نفسه أن المرحلة الحالية من مسيرته تتطلب منه البقاء في أعلى مستوى تنافسي ممكن.
مسيرة مليئة بالإنجازات الشخصية.. تنتظر الألقاب الجماعية
رغم أنه حطم معظم الأرقام القياسية في إنجلترا، بما في ذلك تصدره قائمة الهدافين التاريخيين لتوتنهام، فإن كين لم يحقق أي لقب كبير خلال سنواته الطويلة في شمال لندن.
الانتقال إلى بايرن جاء بحثًا عن الألقاب، وهو ما تحقق فعلاً حين رفع أول كأس في مسيرته الموسم الماضي تحت قيادة فينسنت كومباني.
اليوم، يطمح القائد الإنجليزي إلى مضاعفة حصيلته من البطولات، خاصة مع الفريق الذي يملك تاريخًا عريقًا في الفوز بالدوري الألماني ودوري الأبطال.
توتنهام.. الحب القديم الذي لا يُنسى
كين لم يُخفِ سعادته بفوز توتنهام بأحد الألقاب مؤخرًا، مؤكدًا أنه تابع احتفالات الفريق وجماهيره بشغف.
وأضاف:
“كان من الرائع رؤيتهم يفوزون. أعرف كم انتظروا تلك اللحظة، وكم اقتربنا منها في الماضي. كنت سعيدًا لأصدقائي هناك وللجماهير التي استحقت هذا الشعور.”
لكن رغم ذلك، يدرك كين أن العودة الآن ستكون خطوة صعبة، خاصة في ظل تألقه في بايرن واستقراره على الصعيدين الفني والعائلي في ألمانيا.
طموح لا يتوقف
في ختام حديثه، أكد كين أن هدفه الأول هو الاستمرار في المنافسة على أعلى المستويات الأوروبية، مشيرًا إلى أن اللعب في دوري أبطال أوروبا كان دائمًا حلمًا شخصيًا له.
وقال:
“بايرن معروف بأنه من بين أفضل الفرق في أوروبا كل عام، وأردت اختبار نفسي على هذا المستوى. أشعر أنني في بيتي الثاني هنا، وأريد الفوز بكل البطولات الممكنة. عندما تبدأ الموسم مع بايرن، فأنت تعرف أنك مرشح دائم لكل الألقاب.”
وبينما يستعد مع منتخب إنجلترا لكأس العالم المقبلة، يسعى كين للحفاظ على لياقته وأرقامه المميزة، في رحلة قد تشهد أخيرًا تتويجه بالألقاب التي طال انتظارها.
خلاصة
بين الحنين إلى الماضي والتركيز على الحاضر، يبدو أن هاري كين اختار الواقعية على العاطفة.
فهو يدرك أن بايرن ميونخ يمنحه البيئة المثالية لتحقيق أحلامه الكروية، دون أن يقطع صلته بناديه الأول توتنهام الذي سيبقى دائمًا جزءًا من هويته.
وفي ظل تألقه اللافت هذا الموسم، يبدو أن أي حديث عن عودة قريبة إلى إنجلترا سيظل مجرد تكهنات بعيدة عن الواقع.